الأجزاء : 1
الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2024
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 334
اللغة : العربية
تتحدّد هويّة العمل النقديّ في الجانب التطبيقيّ الإجرائيّ من الممارسة النقديّة التي تجري على أرض النصوص والظواهر الأدبيّة، ولا نقد خارج ذلك مهما تعالى صوت النظريّة التي هي في جوهرها الأساس عملٌ فلسفيٌّ ينهض به فلاسفة متخصّصون، يتمّ تحويله إلى الفضاء النقديّ على يد نقّاد قريبين من فلسفة النظريّة وعارفين بالكيفيّة التي يمكن أن تؤسّس للمجال النقديّ، وتوفّر هذه النظرية مجموعة من الأدوات التي تحتاج إلى من يجيد استخدامها واستثمارها لتطوير العمل الإجرائيّ النقديّ في حقل النصوص والظواهر، ومن دون ذلك تبقى النظريّة معلّقة في فراغ حتّى تصفرّ وتذبل وتغيب فلا يتذكّرها أحد. يحتاج العمل النقديّ الإجرائيّ إلى موهبةٍ واستعداد ثقافيّ ومعرفيّ رصين وذائقة شديدة الرقي ورغبة في الممارسة وخبرة تدعم ذلك كلّه، وهو ما يؤلّف ما نسميه "الشخصيّة النقديّة" القادرة على استيعاب منطلقات النظرية وتطويعها وتسخيرها لخدمة الممارسة، ومن دون حضور هذه الشخصية النقديّة الأصيلة والواضحة والقويّة فلا فائدة تُرتَجى من النظرية ومن الرؤية ومن المنهج ومن كلّ شيء، لأنّ هذه المفردات كلّها لا تعمل بالكفاءة النقديّة المطلوبة فنياً وجمالياً خارج هذه الشخصيّة النقديّة القادرة على وضع كلّ شيء في موضعه الصحيح والمناسب، بحيث تصل كفاءة الأدوات في ظلّ رعاية الشخصيّة أقصى درجة بوسعها أن تقول كلّ ما ممكن وضروري ومتاح ومناسب وحيويّ ومفيد وجميل.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع