الأجزاء : 1
الموضوع : سياسة/تاريخ
السنة : 2024
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 316
اللغة : العربية
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب مطلع سنة 2013 والتي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبارها "سنة دولية للتعاون في مجال المياه". وكان المؤلف يأمل أن يكون كتابه هذا شهادة موثقة قادمة من قلب المأساة التي يعيشها العراق وشعبه منذ سنوات. غير أنّ المأساة تفاقمت بشكل خطر خلال العقد الماضي، وبدأ الكلام في الإعلام المحلي والعالمي يأخذ نبرة التحذير الأخير، وشاهد العالم أدلة بالصوت والصورة على أنّ الرافدين وروافدهما ورواضعهما دخلا مرحلة الزوال الفعلي الذي توقعت اليونسيف حدوثه بعد سنة 2040، ولكن الكارثة كانت أسرع مما توقع الجميع! هدفنا كان وما زال منذ الطبعة الأولى؛ وضعَ كتابٍ ليكون بمثابة موسوعة صغيرة وافية حول هذه المأساة المدمِّرة وكيفية التصدي لها. وقد حاولنا جاهدين أنْ يكون هذا الكتاب مكتوبا بتوثيق شديد وموضوعية وأسلوب سلس وواضح. إنّ المشكلة تتعلق أساسا بشبكة هائلة من السدود التركية، يزيد عدد المنجز منها على 861 سداً قيد التشغيل، من بينهما 208 سدود كبيرة يقبع خلفها عدد من البحيرات الاصطناعية تحتوي على أكثر من 651 مليار متر مكعب، بما يحوِّل منطقة الأناضول الناشطة زلزالياً إلى بحيرة هائلة قلقة ومعلقة فوق رؤوس شعوب المنطقة بين الجبال والمرتفعات، وإنَّ انهيار سدّ واحد منها يعقبه انهيار إحدى البحيرات ستتبعه سلسلة انهيارات للسدود الأدنى منه بما يؤدي إلى حدوث طوفان حقيقي سيقذف العراق ومناطق شاسعة من الشرق الأوسط في الخليج العربي. لقد مرّ عقد من الزمان حين أُطْلِقَتْ هذه الصرخة "القيامة العراقية الآن!" وها نحن نكرر إطلاقها، وقد دخلنا مبكرين في أجواء الخراب وزوال النهرين، فهل سيُفْلِح العراقيون والسوريون في الدفاع عن أنهارهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه أم أنّ نبوءة الراحل هادي العلوي ستنطبق عليهم حيث قال: "إذا سمح العراقيون لتركيا وإيران بإزالة دجلة والفرات من الوجود فسيكونون أهون على الله من بعوض المستنقعات"!
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع