الأجزاء : 1الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2025
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 326
اللغة : العربية
يفتح أسعد الجبُّوري في هذا الجزء من بريد السَّماء الافتراضي رسائل الكآبة، وهو يعلم أنَّها تقف على الحافَّة الأشد انحداراً متأهِّبة للانسلاخ عن العالم بقفزة في الجنون. شاعرات عرفن العزلة، والشُّذوذ، والفصام، والحبَّ، والهستيريا، لكن خرجن من القاع شغوفات باليأس، اليأس الذي تجعله الرَّغبة في الموت رغبةً في الكتابة.
الميِّت ليس إلَّا حالماً، يشاركنا السُّؤال عن الاختيار والسَّعادة والدَّيمومة، ويبقى نابضاً من رحيل إلى آخر. الكاتب أكثر حياة بعد موته، أكثر انعتاقاً وبراءة ووحشيَّة، وحين يبدأ الجبُّوري حواراته انطلاقاً من الموت فهو يتيح للضَّوء أن يعود إلى نفسه عبر لغات من العدم المرح. الموت بداية كلِّ كلمة أغلقها الزَّمن، بل هو شرط حيوي لاستمرار اللُّغة في الكشف عن الحفر الجيولوجي للأمراض النَّفسيَّة، واستطلاع آثار الاضطهاد لا سيّما في رأس المرأة-الشَّاعرة الذي لا ينفصل عن جنسويِّتها في الاختراق والتَّجريب. هذه الفراديس المفقودة التي لجأ إليها الكتَّاب منذ عصر جلجامش، والإلياذة، والمهابهاراتا، ورسالة الغفران، وألف ليلة وليلة، هي أيضاً العوالم الافتراضيَّة التي يغيب فيها الكاتب الحقيقي بينما يتابع النَّص سيلانه مفارقاً الضِّفاف.
راما وهبة
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع