الأجزاء : 1الموضوع : قصص
السنة : 2025
الطبعة : الأولى
القياس : 14*20
عدد الصفحات : 106
اللغة : العربية
عشرُ زنابق سوداء تضمّها هذه الباقة القصصيّة، سوداء لأنها أشبه ما تكون بطقوسِ الحداد، فمعظم قصصها تدور أحداثها في مملكة الموت، وما تبقى منها قريبة منه، فهي إمّا في السّجن أو تحت حكم اضطراب ما. في قصّة "موت دجاجة" لا قيمة للموت كما في قصص الموت الأخرى، فموتُ الدّجاج عادة لا يشكّل أهميّة كبيرة للبشر، ولكن أهميّة موتِ هذه الدّجاجة بالتحديد تأتي من أهميّة الآغا صاحب الدّجاجة، ولهذا السّبب أخذت حيّزًا من الاهتمام بدا لأوّل وهلة وكأنّه ضَرْبٌ من التّهكّمِ، وهو بالفعل لا يخلو من ذلك، ولكن هذا التّهكّم يأتي في خدمةِ المأساةِ حيثُ يُستخدَم حلم راود "عايش" بأكله الدّجاج كقرينة على أنه سارق الدّجاجة وآكلُها لأن لا وجود لجثّتها، يأخذ القاضي بهذه القرينة ويحكم عايش بالسّجن، يُسجن عايش لأنه حَلُم. المهزلة أيضًا تطالِعنا في قصّة "دونكيشوت والزّير سالم"، وهنا أيضًا جاءت المهزلة لخدمة المأساة، الشيء نفسه يتكرّر في قصّة أخرى مثل "قصة هامش في وطن" ويمكن القول: إنّ معظم القصص بهذا الشّكل أو ذاك اتّسمت بهذه الميّزة. لن أتحدّث عن جميع القصصِ من وجهة النّظر هذه، ولكن هذا ما استشعرته أثناء قراءتي للقصص. معظم قصص الموت جاءت لتتحدث عن موت الإنسان الصّغير الّذي يمكن القول إنَّ أحلامَه هي الّتي اغتالته، إنّها هي من أطلقت عليه النار. في هذه القصص يمكننا أن نَعيش مأساة الإنسان الصّغير في ظلّ سياق سرديّ أشبه ما يكون بالتداعي. القصّتان اللتان تخرجان عن السّياق هما "توحّد" و"مُنفردة" حيث تقترب الحُبكة فيهما إلى نوع من الصّياغة التقليديّة الّتي تعتمد على النّهايات المفاجِئة.
أسلوبُ القصص في معظمها اعتمد على بعض الغموض، ولكن البعيد عن التعقيد، حيث يطرح على خيالك غشاوة تربكك بعض الشّيء أحيانًا، ولكنه ينزع هذه الغشاوة في نهاية المطاف، باختصار يمكن القول: إنّه بين يدينا مجموعة قصصيّة يقف وراءَها كاتبٌ يمتلك بصمة تميّزه.
د. ممدوح حمادة
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع