الأجزاء : 1المحقق/المترجم : ترجمة وتقديم: محمد الجرطي
الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2025
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 362
اللغة : العربية
مع الثقة في "ممارسة نظرية" ماركسية، نجح ماشري في خضم الجدل حول النقد الجديد في العثور على نقطة توازن لم يسبق لها مثيل: لم يخضع إلى إغراء جعل الأدب تعبيراً عن قصدية المؤلف (ولا كذلك رؤية للعالم لجماعة اجتماعية، كما دافع عن ذلك لوسيان غولدمان، أو لاشعوراً منتجاً كما ادعى ذلك التحليل النفسي) أو إغراء اختزال الأدب إلى مجرد عنصر بسيط لبنية فوقية. بتجنبه الشِراك التناظرية في الاختزال إلى المفرد (المؤلف) والاختزال إلى الجماعي (السياق)، فإنَّ ماشري يجعل من النص الأدبي نتيجة لسيرورة من الإنتاج غير منتهية أبداً. يتساءل ماشري في الحدّ ذاته عن من ينتج الأدب وعلى ما ينتج عن الأدب.
إنَّ العمل الأدبي هو في الواقع أكثر بكثير من مجرد انعكاس سلبي لتناقضات العالم الاجتماعي. لأنّه يستخدم الخيال، ويجمع بين الموضوعات والأفكار، ويعبر بالصور المجازية. يقوم الأدب بتحويل منتج للإيديولوجيا. يؤثر العمل الأدبي في الإيديولوجيا لأنه يبني ويمنح دلالات مجهولة، وأشكالاً معرفية عن المجتمع يجب أخدها على محمل الجد دون أخذها على علاتها.
ثمة إذن في الأدبي انعكاس للواقع المادي. لكن ليس انعكاساً دقيقاً. بالنسبة للنقد الأدبي، تبقى النتائج راديكالية: بما أنَّ الإنتاج الأدبي يتمُّ تقديمه في شكل مضمر ومتناقض، فإنَّ مهمة النقد تكمن في جعله يتكلم، والسعي إلى البحث عن بقايا المعنى وراء السطح النصي. ولكي نعهد إليه بهذه المهمة، كان من الضروري أولاً إبعاد العديد من الأوهام التي طاب للنقد، في أوج جدل بارت – بيكار، التعلل بها: الوهم التجريبي الذي يَعتبر العمل الأدبي بمثابة كيان معروض بشكل طبيعي ومباشر على أنظار القارئ، والوهم المعياري الذي يسعى إلى تقريب أو إبعاد العمل الأدبي من نماذج محددة سلفاً، والوهم التأويلي الذي يسعى – دون الانفصال عن العمل الأدبي – إلى تحرير تدليلاته.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع