الأجزاء : 1الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2025
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 188
اللغة : العربية
اقترن النقد بالمسار الوجودي للإنسان، مما يفسّر امتداده الزمني الطويل. لكن مبدأ التنسيب جعل الإنسان الناقد كائنا محكوماً بمنطق الميل للممارسة النقدية؛ فتقيّد عمله بشروط فرضها الانتساب لمؤسسة النقد، واندفع لمنطقة تؤسسها الخصوصية النوعية لهذه المؤسسة. إنه المنطق الذي حكم الناقد الأدبي، فصار فعله مؤسَّساً على آليات فرضتها الميزة الخاصة بهذا النوع النقدي. لهذا، لا يتعلق الأمر بفعل معرفي تحكُمه الذائقة غير المُعلّلة. كما لا يتعلق الأمر، كذلك، بإنتاج معرفي وليد لحظة "إشراق" فكري مجرّد من معايير منهجية مضبوطة..، بل إنَّ الأمرَ متّصل بفعل إبستيمولوجي وإنتاج ثقافي مؤسّس على ضوابط وقواعد ومناهج ومفاهيم.. تنزع لتكريس خطاب ثقافي موسومٍ بتميّز نوعي.
ينفتح الخطاب النقدي الأدبي، إذاً، على امتلاك مواصفات خاصة تميزه عن باقي الخطابات، مما يدفع للتساؤل عن الخصوصية حينما يتعلق الأمر بنقد موجّه صوب الخطاب النقدي نفسه. إنَّ الإجابة عن هذا التساؤل تدفع للتفكير في هوية النقد الذي يكون موضوعه هو "النقد الأدبي"؛ أي النقد الذي يدرس ويحلل مختلف الدراسات النقدية، مهما كانت طبيعة الظاهرة الأدبية أو الفترة التاريخية أو الجنس الأدبي الذي يشتغل عليه الناقد الأدبي. وهذا يستتبعه التفكير في هوية ناقد النقد، ومستويات تحقق نقده، وحدود تشكله، ومنهجية انتظامه، وآليات إنتاجه، وكيفية تقويمه، وشروط نجاعته..، وكل امتداداته المنبثقة من ماهيته التكوينية.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع