الصفحات: 103
المنطقة التي يخوضها بن بخيت في هذه الروايات القصيرة هي إمتداد للحكاية الكبيرة التي بدأت من شارع العطايف ولن تنتهِ.
الشخصيات والأماكن هي نفسها، نكهة الجدران وشقوقها، الحفاة بإتجاه الحياة، اللغة التي قضمها المجتمع ومضغها مع وجبته اليومية ليمضي، بشكل ما، بإتجاه مصيره.
الرصاصة التي يطلقها بن بخيت ليست على شخصياته التي عاشت معه كل هذه السنين بل على وعينا الذي نسينا نفخ الغبار عنه.
هذه ليست محاولة لتحرير الألم وفكّ القيود التي دامت لأكثر من عقدين من الزمان في أرواح الشخصيات الحيّة دائماً في الذاكرة، بقدر ما هي وضع السكين على السماء بإتساعها لتسقط الحكايات المحبوسة من شوارع الرياض وقراها ومن ذاكرة المتبقين على قيد الحياة...
عبد الله بن بخيت هنا يقدم لنا الأسطورة والخرافة، السحر والشعوذة، العلاقات المتشابكة بين الذاكرة الشعبية والواقع الإجتماعي بكل تعقيداتها، يلبسها الثوب والعقال أحياناً، وأحيان أخرى غطاء الوجه والعباءة والثوب المنقوش بالخطوط والألوان، لتجلس معنا بالقدر الذي حاولنا تجاهلها أو نفيها وتدميرها، وعلينا أن نكون أوفياء في ما سلبناه منها عُمر، لمنحها حقّها في محاكمتنا.
يقدم المسافات التي غمرها الطّين، الناس الذين دفنتهم المدينة، لنستنشق القبور برطوبتها ودودها، ليس من أجل تعذيب ذواتنا بل من أجل حريتها في التفكير بشكل مُطلق وغير مكرر.
عبد الله بن بخيت يقدم لنا هنا في هذه المجموعة، الطقس السحريّ، ويقدّم لنا المبخرة والنار والبخور.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع