طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

مشاهدة

7.92 د.أ.

المؤلف : عبدالرحمن الكواكبي

الحكومة المستبدّة تكون – طبعاً – مستبدّةً في كلِّ فروعها، من المستبدّ الأعظم إلى الشرطيّ، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كلُّ صنفٍ من هؤلاء إلّا من أسفل طبقته أخلاقاً؛ لأنَّ الأسافل لا يهمّهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة، إنّما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم (المستبدّ) أنَّهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وهم شرهون لأكل السقطات من أيّ جهةٍ كانت، بشراً أم خنازير، أو من آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبدّ ويأمنونه أيضاً، فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقلّ حسب شدّة الاستبداد وخفّته، فكلّما كان المستبدّ حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش المتمجدين العاملين له، المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد الدقّة في اتّخاذهم من أسفل المجرمين، الذين لا أثر لدِينٍ أو ذمّةٍ عندهم، واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة، وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفة وقرباً، ولهذا لا بُـدَّ أن يكون الوزير الأعظم للمستبدّ هو اللئيم الأعظم في الأمة.

التصنيف: .

الوسم: الاستبداد.

المؤلف: عبدالرحمن الكواكبي

الناشر: عالم الثقافة للنشر

اللغة: عربي

رقم المنتج: 29134

أضف إلى السلة

جميع الحقوق محفوظة © 2021 KotobShop.com