قليلًا ما نعثر في المسرح على هذا اللون من الكتابة المسرحيّة، المسرح الذهني بأبعاده الفكرية والفلسفية، فضلًا عن الدراميّ التراجيديّ،فهو نصٌّ مسرحيّ يعالج فلسفة الحكم الديكتاتوريّ المُتسلّط، ومخاوف السُّلطان من المتربّصين بالحكم، وخصوصًا تجاه الابن الشّريك والمحبوب من قبَل الشعب، الأمر الذي يجعل من هذا الحبّ سببًا لحبك مؤامرة قتله، مؤامرة تحوكها زوجة أبيه الحاكم، وتزرع في رأسه فكرة تآمر ابنه (مصطفى) للاستيلاء على الحكم، فيقرّر قتلَ ابنه (الخائن)، وبلا أيّ دليل. وتتصعّد التراجيديا هنا حين يقرّر الابنُ مصطفى الانصياعَ لرغبة والده في قتله، فيأتي طائعًا، بل يأمر الخِصيان العبيد بالإسراع في تنفيذ الأمر الملَكيّ/ السُّلطانيّ حين يتردّدون، ليُثبت صدقيّته لدى والده، ليترك خلفه التحرّكات الشعبيّة وحتّى الرسميّة، ونرى السلطان وزوجته هائمَين يتساءلان عمّا فعَلا.
إنّها الترجمة العربيّة الأولى لنصٍّ جدير بالتقدير، ربّما يحتاج إلى من يجيد إعدادَه لخشبة المسرح، لنقف على عمل مسرحيّ فذّ، عملٍ يجعلنا نرتجف رعبًا ممّا وصلت إليه العلاقات البشريّة من حقارات، وما تنطوي عليه روح الإنسان من الخير والشرّ.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع