إدارة المعرفة مدخل نظري

إدارة المعرفة مدخل نظري

0 تقييم
46 مشاهدة

6.30 د.أ.

المؤلف : هيثم علي حجازي

التصنيف: إدارة و تنمية ذاتية.

المؤلف: هيثم علي حجازي

الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع

اللغة: عربي

رقم المنتج: 79398

أضف إلى السلة أبلغ عن غلاف ناقص أو خاطئ

الموضوع: إدارة
سنة النشر: 2005
عدد الصفحات: 172
القياس: 14.5×21.5
رقم الطبعة: الأولى

تُشكل إدارة المعرفة إحدى التطورات الفكرية المعاصرة التي اقترحت في بادئ الأمر كأطر ومداخل جديدة في دراسة وفهم الأعمال المنظمية، وسرعان ما تحولت إلى ممارسة عملية أكثر تلائمًا للتغيرات المتسارعة في عالم الأعمال، وقد تعاظم دورها بعد أنْ أُدركَ أنّ بناء الميزة التنافسية وإدامتها يعتمد أساسًا على الموجودات الفكرية وتحديدًا على الأصول المعرفية والاستثمار فيها بما يعزز من الإبداع المستمر سواءً على صعيد المنتوج أو العملية، والذي يُعد هو الآخر أحد مقومات تعاظم تلك الميزة لأطول فترة ممكنة. لكن هذه المعرفة لوحدها ليست ذات نفع ولابد من فعل الإدارة الذي حولها من تطبيق إلى أداة للتنافس.
أدى تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عصرنا الراهن إلى التركيز على المعرفة بهدف الوصول إلى المعرفة القيمّة، بالتالي فإنّ المعرفة وإدارة المعرفة ورأس المال الفكري تعتبر من الموضوعات الحيوية ذات أهمية عالية ومتصاعدة في عصر المعرفة الذي نعيش فيه.
لقد حظى ولايزال موضوع المعرفة وإدارة المعرفة باهتمام متزايد من قبل العديد من المفكرين في مختلف العلوم ومن الممارسين من مختلف المهن ويؤكد معظمهم أنّ إدارة المعرفة أصحبت موضوعًا هامًا، ويرى أحد الكتّاب أنّ إدارة المعرفة حقل معرفي يُعامل رأس المال الفكري على أنّه أصول موجودات يمكن إدارتها، وعلى المستوى العلمي فإنّ إدارة المعرفة هي مجموعة من العمليات يتم ضبطها وتنظيمها وبناءها واستيعابها ونشرها واستغلالها للوصول إلى أهداف المنظمة.
وتعد إدارة المعرفة العصب الحقيقي لمنظمات اليوم ووسيلة إدارية هادفة ومعاصرة للتكيف مع متطلبات العصر، إذ أنّ المعرفة هي المورد الأكثر أهمية في إيجاد الثروة وتحقيق التميّز والإبداع في ظل المعطيات الفكرية التي تصاعدت في إطارها العديد من المفاهيم الفكرية، كالعولمة والخصخصة وثورة المعلومات واتساع رقعة المجتمعات الإنسانية المختلف.
ويبرز دور إدارة المعرفة في اكتشاف المعرفة في عقول وتصرفات البشر والتقاطها وتوثيقها من أجل مشاركتها وتطبيقها في تحقيق الأهداف المنشودة للمؤسسة .
وتُشكل إدارة المعرفة أحد التطورات الفكرية المعاصرة التي اهتمت بالعمال الذين يباشرون الأنشطة المعرفية وبالأفراد ذوي الاختصاصات والقدرات المتميزة الذين يعملون الأعمال الذهنية، كما وتستفيد الإدارة من علاقاتها مع الزبائن الحاليين والجدد يمتلكون أفكار وتجارب ومعارف لا تتوافر لدى المنظمة أو يصعب الحصول عليها بجهودها الذاتية، لذلك فإنّ الحصول على تلك المعارف إضافة إلى الرصيد المعرفي المتاح لها سيوفر القدرة على تطويرعلاقاتها والوصول إلى أهدافها المنشودة.
إنّ تبني إدارة المعرفة في المنظمات يحقق العديد من الفوائد منها على سبيل المثال زيادة الكفاءة والفعالية، وتحسين عملية اتخاذ القرارات، تحسين الأداء، زيادة الإنتاجية، تحسين الإبداع، تحقيق ميزة تنافسية وسرعة الاستجابة للتغيرات في البيئة المحيطة، هذا من جانب .
ومن جانب آخر، فإنّ تطبيق إدارة المعرفة يتطلب توافر مجموعة من العناصر مثل أن يكون الهيكل التنظيمي أكثر ملائمة لإدارة المعرفة بحيث يؤدي إلى استقلالية أكثر في اتخاذ القرار، ويساعد على العمل بروح الفريق، كما يجب أنْ تتسع الثقافة التنظيمية لتحتوي الجوانب العديدة الخاصة بإدارة المعرفة، وإلى جانب ذلك أنْ تكون هناك القيادة التي تُشجع على تبني إدارة المعرفة، إذ يتعين أنْ تتوافر فيها القدرة على شرح الرؤية للآخرين، وأنْ تكون قدوة لهم.
وبالتالي، إنّ المعرفة توفر ميزة تنافسية تختلف عن الميزات التنافسية التقليدية (مثل المنتج الجديد، والسعر، والتنافس، وغيرها) من حيث أنّ الميزات التنافسية التقليدية (في الإطار القديم) يمكن نسخها وتقليدها من قبل الآخرين أو تختفي أو تزول بحكم وجود منافسين أقوياء ومتابعين لعمل المنظمة، أمّا الميزة التنافسية التي تستند إلى المعرفة ورأس المال المعرفي فيمكن أنْ تخرج عن إطار هذه الإشكالية وبحكم كون المعرفة التي تستند إليها تمثل خصائص استراتيجية للمنظمة لا يمكن تقليدها بسهولة من قبل الغير. ولذلك فإنّ المنظمات تحتاج إلى جودة المعلومات وجودة إدارة المعرفة لأهميتها في الابتكار والإبداع العلمي والتكنولوجي لاكتساب الميزة التنافسية.
ومن هنا كان المنطلق للتعرف على دور إدارة المعرفة كمدخل لتحقيق الميزة التنافسية وتعزيزها. ونظرًا لدور إدارة المعرفة في تحقيق وتعزيز الميزة التنافسية، سيتناول الكتاب بُعد إدارة المعرفة وبُعد الميزة التنافسية.

أضف تقييمك على هذا الكتاب

*