الموضوع: رواية
سنة الإصدار: 2021
الجحش السوري: من أجل رؤية نسوية للمسألة السورية
إن قارئ أعمال أسماء معيكل النقدية والإبداعية يعرف مدى اهتمامها بالمسألة النسوية. وانشغالها الذاتي والموضوعي بنقد وتفكيك المركزية الابوية الذكورية. ففي كتابها “سيرة العنقاء من مركزية الذكورة إلى ما بعد مركزية الأنوثة”، ما يدل صراحة على هذا الهم الفكري والمعرفي والنقدي في التصدي العلمي والإبداعي لهذه المركزية الذكورية التي شوهت ومسخت الوجود الإنساني، مجتمعا وثقافة وتاريخا وهوية وانتماء، بنفيها وإلغائها للقيمة والكرامة والحصانة الإنسانية للمرأة، كما أثقلت كاهل الرجل بمعاني مدمرة لكيانه الإنساني، وسحرته بدلالات معذبة لوجوده الاجتماعي التاريخي، كالرجولة والفحولة والتفوق الفطري والطبيعي والديني. وهي في هذا النقد والتناول التفكيكي لمركزية الذكورة لا تسعى إلى افتعال صراع زائف مع الرجل بمحاكاته إلى حد التماهي بمسخه السلطوي والقهري، ولا بجعله عدوا مركزيا في رؤيتها النسوية للذات والآخر والعالم. بل هي واعية بالعبء الكبير الذي تشكله لعنة ولوثة الرجولة كامتياز وهمي، تنشطه سطوة الذكورة في تغلبها وقهرها للوجود الحر والفاعل والمستقل للمرأة. لذلك تجاوزت الوجه الآخر لفخ مركزية الذكورة، الذي غالبا ما تسقط فيه بعض ردود الفعل النسوية، بالتفكير في ما بعد مركزية الأنوثة.
لم تقتحم الكاتبة أسماء مجال الابداع معتمدة فقط على موهبتها الأدبية، وعلى ذائقتها الفنية والجمالية في النظر والرؤية إلى الذات والمجتمع والعالم، بل أسست وجودها الفكري والفني على تكوين معرفي وعلمي، وعلى قراءات إبداعية للمنجز الروائي والأدبي عموما. وهذا ما أهلها لخوض تجربة سيرة العنقاء بكل جرأة فكرية ونقدية. حيث تناولت بتحليل نقدي الكثير من الأدب النسوي، لمبدعات أثبتن عن جدارة واستحقاق قدرتهن على تقديم إضافات نوعية في المجال الإبداعي والفكري والثقافي.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع