الموضوع: رواية
سنة الإصدار: 2009

صدرت للروائية البحرينية فتحية ناصر رواية “الرجل السؤال” عن المؤسسة العربية للدراسات و النشر بيروت الطبعة الاولى 2009 حيث الروائية تعالج أسئلة تتعلق بقضايا تخص المرأة في محيطها الاجتماعي المحلي كمنطلق لفضاء اوسع لكن مع بقاء تلك الاسئلة ملحة تقف عائقاً وسداً منيعاً تعوق ايجاد الاجوبة لقضاياها التي تضغط باتجاه ان تكون اشكاليات تشوه هويتها الانثوية وتمسخ كيانها النسوي، وتحولها الى مجرد علامات استفهام !!
الرواية تتكئ في مجرياتها على رؤية عالمي امرأتين، هما الراوية والبطلة “رجاء” الاولى التي تقف وراءها الكاتبة دون شك التي تقف بين المرأة الثانية و بين من يقرأ، ولأن الرواية عبارة عن خليط من أزمنة متضاربة بين الماضي و الحاضر، بين النفسي والطبيعي نستطيع القول ان ثمة اتفاقاً بينهما على تقاسم الحقيقة التي يكتشف خيوطاً القارئ بالتدريج.
إضافة للرجل والاسئلة المحيطة به التي تثيرها المرأتان معاً على خط سير ثقافة مهملة لكنها فاعلة كالجمر تحت الرماد ، و لهذا لم تكترث فتحية ناصر أبدا بالتقنيات السردية الحديثة، إنما قامت بتصوير الازمة التي ورطت بها المرأتين على انها نتاج تلك الاسئلة الثقافية المهملة، وظل تجاذب المرأتين في تعزيز تلك الاسئلة واضحاً على طول خط سير الرواية، وانتهكت بتلك الخطوة فتحية ناصر المسكوت عنه في مجتمع محلي اشكالي على ما يبدو مادام هو يقع في فضائه العربي الاسلامي، أما نقطة الالتقاء المتوقعة بين الكاتبة وراويتها وبطلتها، فهو في زج العتبة التي تتحدث عن جبران خليل جبران ص101 وعن الفلم الكارتوني حورية البحر ص 81 كما سأبين ذلك.
ثمة عتبتان من عند الكاتبة ومن تدخلاتها كي تشارك في طرح الاسئلة المتعلقة بالهوية الانثوية التي تشوهها اهواء الذكورة : و تلزمها اعطاء مساحة للرجل السؤال ، فأما العتبة الاولى فتدعي الكاتبة فيها: ان هذه الرواية حقيقة من واقع الخيال، أما الثانية، فهي عبارة عن اهداء الى جبران خليل جبران وماري هاسكل وليتل ميرميد، ولعل العتبتين لم تضعهما فتحية ناصر هكذا اعتباطاً، إنما وفق فكرة مدروسة.