الأجزاء : 1الموضوع : اللغة العربية وآدابها
السنة : 2025
الطبعة : الأولى
القياس : 17*24
عدد الصفحات : 246
اللغة : العربية
يحقق الشعر العربي المعاصر- منذ بداية الألفية الجديدة وربما من قبلها بقليل- تراجعاً ملموساً في التأثير والحضور، ويعيش أضعف حالاته، ولا ينبغي لأحد أن ينخدع ببعض الأصوات التي تصدح هنا أو هناك لتعلن أن زمن الشعر قد عاد، وأن عوده يشتد، وصحيح أن الشعراء يفوقون عددا ما هو قابل للحصر، وأنَّ دواوينَ الشعر ومجموعاتِه تنهمر من كلِّ حدَب وصوب، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة تراجع دوره وتأثيره، وهذا ما يدفع إلى بذل الجهد في حصر القضايا الأبرز اتصالاً بالشعر العربي المعاصر، فتراكم العقبات والمعوقات والمؤثرات في طريق الشعر العربي المعاصر خلق مزيداً من القضايا والإشكالات، وأفضى إلى تفاقم في القضايا والجدليات المتأصلة، وهذا ما يجعل الحاجة إلى معالجات نقدية ذات صلة مطلباً كبيراً، وخطوة سديدة في سبيل الخروج من حالة الركود والتردي التي تعصف بالشعر العربي المعاصر، ومن حالة الشعور بالإحباط والخيبة التي يصرخ بها جلّ الشعراء في كل منبر للتعبير أو الشكوى.
لكن السؤال الذي يبرز في هذا الجانب هو: من أين تأتي مشكلات الشعر العربي المعاصر؟ هل هي من داخله أم من خارجه؟ لا شكّ أنَّ جزْأً من الإجابة عن السؤال في السؤال ذاته، أي أنها مشكلات داخلية من جهة، ومشكلات خارجية من جهة أخرى، ولا يمكن بأي حال من الأحوال لهذا الكتاب أن يزعم أنه سيعطي تشخيصا وتوصيفا محددا ودقيقا وشموليا لمشكلات الشعر العربي المعاصر الداخلية والخارجية كافة، لكنه يسعى إلى طرح السؤال أولاً، وجعله قضية نقاش وبحث ثانياً، ويعطي، ختاماً، جانباً من مقاربته لإجابة هذا السؤال. ومباحث هذا الكتاب ما هي إلا مجرد مقاربات لبعض الثيمات ولبعض القضايا التي تأتي في إطار الحرص على تحريك أنماط الدراسات الشعرية الحالية من جهة، وللتذكير بوجوب المغايرة في القراءة والتحليل من جهة أخرى، سعياً إلى الإشارة نحو مضامين ورؤى جادة ينبغي البحث عنها في الشعر العربي المعاصر، وينبغي تذكير الشعراء بها على أمل أن يستكمل أصحاب النظر والاختصاص جوانب التشخيص والتوصيف، وصولاً إلى اقتراح الحلول والمعالجات الناجعة.
شكراُ لمشاركتك بمراجعة و تقييم الكتاب
سيتم مراجعة مراجعتك قبل نشرها للتأكد من مطابقتها لشروط و أنظمة الموقع